بسم الله الرحمن الرحسم
نتصرف وكأننا أطباء تخرجنا في أعرق الجامعات، ونهرع لأقرب صيدلية لشراء ما لذ طعمه وانخفض سعره لدى إصابة أحد أطفالنا بالحرارة أو السعال ونعطيهم من الأدوية ما لذ وطاب،
دون أن نعرف شيئا عن مضاعفاتها أو استعمالاتها، وليس هذا وحسب، بل نصف الوصفات الطبية لغيرنا دون أن ندرك أن ما قد ناسب طفلنا صدفة لا يناسب طفلا آخر يعاني نفس الأعراض. فهناك عشرات الأدوية المخفضة للحرارة والسعال والالتهاب، تزخر بها أرفف الصيدليات، بألوان وأشكال عدة، تباع دون وصفات طبية يستسهل الناس شراؤها دون أن نكلف أنفسنا عناء استشارة الطبيب المختص بتشخيص الداء وصرف الدواء.
وقد أكد أطباء الأطفال وخبراء الأدوية أن أدوية الأطفال تتحول بعد ثلاثة أسابيع من استخدامها إلى مواد سامة، رغم أن صلاحيتها قد تنتهي بعد عامين أو أكثر ومنها أدوية الكحة والسعال ومخفض الحرارة والمضادات الحيوية، لأنها تكون عرضة لنمو البكتيريا والفطريات وينصح بالتالي بالتخلص منها بعد الاستعمال حتى لا يتعرض الأطفال للخطر.
ويقول الدكتور يوسف الطنبارى استاذ طب الأطفال بجامعة المنصورة : ان صلاحية الأدوية وتحديدا أدوية الأطفال كالشراب والمراهم والمضادات الحيوية تتحول بعد فترة من استخدامها إلى مواد سامة لأنها تكون عرضة لنمو البكتيريا والفطريات بعد أسابيع من استخدامها بغض النظر عن مدة صلاحيتها التي قد تنتهي بعد عامين أو ثلاثة أعوام حتى لو تم حفظها داخل الثلاجة أو في ظروف تخزين جيدة.
وطالب الأهل بعدم إعطاء أدوية السعال وطارد البلغم والأدوية المخفضة للحرارة للأطفال بعد استخدامها حتى ولو كانت صلاحيتها لم تنته بعد. أما الأدوية الأخرى التي يستخدمها الكبار التي غالبا ما تكون على شكل حبوب فلا ضرر من استخدامها بعد فترة طويلة ما دامت صلاحيتها لم تنته بعد وما دامت محفوظة في درجات الحرارة المحددة على العبوة وليست عرضة لأشعة الشمس.
وبعض الشركات تضع تاريخا محددا لانتهاء صلاحية الدواء وبعضها لا يحدد التاريخ وإنما يتم تحديد الشهر وهناك نظامان البريطاني والأميركي، وحسب النظام البريطاني إذا كانت صلاحية الدواء تنتهي في شهر أبريل فالصلاحية تنتهي مع بداية الشهر عكس النظام الأميركي الذي تنتهي فيه الصلاحية في نهاية الشهر وحتى لا يقع المريض أو المستهلك في هذه المشكلة يجب عليه أن ينظر قبل شراء الدواء لمدة صلاحية الدواء ومن حقه أن يرفض إذا كانت صلاحية الدواء قد شارفت على الانتهاء ويطلب دواء غيره.